التخطي إلى المحتوى
الظروف المناخية القاسية تهدد أسواق الغذاء العالمية

تتعرض أسواق المواد الغذائية العالمية مرة أخرى لصدمة بسبب الأحوال الجوية المتطرفة، مما يثير المخاوف بشأن مدى ضعف سلاسل التوريد الزراعية أمام تغير المناخ.

أدت الظروف الجوية السيئة الأخيرة -بحسب بلومبرج- إلى تغيرات كبيرة في أسعار العديد من السلع الأساسية، مما أثر على المنتجين والمستهلكين حول العالم.

أسعار القهوة تتزايد

وفي أمريكا الجنوبية وآسيا، قالت بلومبرج إن الظروف الجوية القاسية أثرت بشكل خطير على إنتاج القهوة.

وتشهد البرازيل (أكبر منتج للبن في العالم) انخفاضا في محصولها، حيث أبلغ المزارعون عن حبوب أصغر من المعتاد بسبب الجفاف.

وبالمثل، عانى المنتجون الفيتناميون والإندونيسيون أيضًا، وفقًا لبلومبرج.

ودفعت الأزمة أسعار قهوة أرابيكا إلى أعلى مستوى لها منذ عامين، في حين سجلت قهوة روبوستا، وهي مشروب سريع التحضير المفضل، أعلى سعر لها منذ السبعينيات.

نقلت الوكالة عن شركة لافاتزا الإيطالية لتحميص البن أن حذرت من أن أسعار القهوة ستستمر في الارتفاع حتى منتصف العام المقبل بسبب نقص حبوب البن.

وأشارت الشركة أيضًا إلى زيادة التكاليف الناجمة عن اضطرابات الشحن، مثل تلك الموجودة في قناة السويس، مما أدى إلى تفاقم المشكلة.

تضخم الشوكولاتة يلوح في الأفق

وتقول بلومبرج إن محبي الشوكولاتة قد يشهدون ارتفاع الأسعار قريبًا، حيث دمرت الظروف الجوية غير المواتية محصول الكاكاو في غرب إفريقيا.

وعلى الرغم من أن صانعي الشوكولاتة تمكنوا حتى الآن من حماية أنفسهم من أسوأ ارتفاع أسعار الكاكاو من خلال الاعتماد على المخزون، إلا أنهم سيضطرون قريباً إلى إعادة تخزينه بتكاليف أعلى.

وشهد هذا الأسبوع، بحسب المصدر نفسه، انخفاضا كبيرا في أسهم شركة باري كولبوت، الشركة السويسرية البلجيكية الرائدة في صناعة الشوكولاتة، بنحو 9% الأسبوع الماضي، بسبب المخاوف بشأن القدرة الاستيعابية. للطلب على الشوكولاتة لمقاومة الزيادة في الكاكاو. الأسعار.

تقلبات سوق الحبوب

وتشير بلومبرج إلى أنه في حين استفادت بعض المحاصيل من الأحداث المناخية الأخيرة، إلا أن التأثير الإجمالي كان مختلطا.

ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، جلب إعصار بيريل الأمطار التي كانت في أمس الحاجة إليها لحقول الذرة وفول الصويا، مما دفع مستقبل هذه المحاصيل إلى أدنى مستوياته منذ عام 2020.

ومع ذلك، اجتاحت الأمطار الغزيرة مزارع القمح الفرنسية، مما أدى إلى انخفاض متوقع بنسبة 15٪ في محصول القمح اللين، إلى أدنى مستوى له منذ 4 سنوات.

ويهدد هذا التخفيض بالحد من الصادرات إلى الأسواق الرئيسية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، في حين تواجه الصين صيفا آخر من الطقس القاسي، حيث يشكل الجفاف والفيضانات والأعاصير مخاطر كبيرة على المحاصيل.

ووفقا لبلومبرج، فإن الظروف المتباينة في جميع أنحاء البلاد تهدد إنتاج القمح وفول الصويا والأرز والذرة، مما قد يؤدي إلى تضخم أسعار المواد الغذائية.

وحذر مركز المناخ الصيني من أن هذه الظواهر الجوية المتطرفة من المرجح أن تزداد في تواترها وشدتها بسبب تغير المناخ.

التغيرات في استهلاك اللحوم

وفي الأرجنتين، المعروفة باستهلاكها المرتفع للحوم البقر، تسببت الضغوط الاقتصادية في تحول ملحوظ نحو الدجاج الأرخص ثمناً.

وقال مجلس التجارة في روزاريو إنه من المتوقع أن ينخفض ​​الطلب على لحوم البقر إلى أقل من 45 كيلوجرامًا للشخص الواحد هذا العام، وهو أدنى مستوى تم تسجيله منذ عام 1914، وفقًا لبلومبرج.

ويمثل هذا التحول المرة الأولى التي يصبح فيها طلب الأرجنتين على لحوم البقر والدجاج متساويا تقريبا، مما يعكس اتجاها أوسع للمستهلكين الذين يبحثون عن خيارات اللحوم بأسعار معقولة.